بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ وَعَلى آلهِ وَصَحْبِهِ وَبَعْدُ:
فإنَّ الذِي دَفَعَنِي لِكِتَابَةِ هَذَا اَلْمَوْضُوعِ
مَا يَلي :1 :ابْتِعَادُ كَثِيرٍ مِنْ عَامَةِ اَلْمُسْلِمِينَ بَلْ وَخَاصَّتِهِم وَاَلْمُثَقَفِينَ مِنْهُمُ عَنِ تَعَلُمِ أُوصُولِ دِينِهِم وَفَهْمِهَا فَهْمَاً صَحِيحَاً، وَمِنْ فَقَدَ الأصُولَ حُرِمَ اَلْوصُولَ ،
2: أنَّ كَثِيرٍ مِنْ الدُّعَاةِ وَالدَّاعِياتِ إلى اللهِ أَسْألُ اللهَ لِي وَلَهُمُ التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ وَأنْ يَرْزُقَنِي وَإِيَّاهُمُ الإخْلاصَ فِي اَلْقَوْلِ وَاَلْعَمَلِ، لا يَهْتَمُونَ بِشَرْحِ هَذِهِ الأصُولِ بَلْ وَيُجَادِلُ بَعْضُهُم فَيَقُولُ : النَّاسُ فَهِمُوا التَّوْحِيدَ قَالُوا لا إلَهَ إلاَّ اللهُ فَلادَاعِي لِشَرْحِ اَلْعَقِيدَةِ اَلْعَقِيدَةُ تُشْرَحُ لِغَيْرِ اَلْمُسْلِمِينَ.
3 : أنَّنَي كَتَبْتُ مَوْضُوعَاً فِي أَحَدِ اَلْمُنْتَدَيَاتِ وَأَشَرْتُ فِيهِ إلى ضَرُورَةِ تَعَلُمِ الرَّكْنِ الأوْلِ مِنْ أَرْكََانِ الإسْلامِ وَهُوَ الشَّهادتَانِ، فَرَدَ عَلَيَّ أحَدُ الأعْضَاءِ بِقَوْلِهِ : وَهَلْ يُعْقَلُ أنْ تَقولَ لِلنَّاسِ تَعَلَمُوا الرَّكْنَ الأوَلَ مِنْ أرْكَانِ الإسْلامِ النَّاسُ يَا أخِي نَطَقُوا بِالشَّهَادَتَيْنِ وَدَخَلُوا في الإسْلامِ فَلا دَاعِ لِهَذَا التَّعْقِيدِ،
فَأقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ
أوْلاً :الذِينَ يَكْفيهِم أنْ يَقُولُوا لا إلهَ إلاَّ اللهُ دُونَ أنَ يُطْلَبُ مِنْهُم شَرْحَهَا هُمُ الْعَرَبُ الأقْحَاحُ الذينَ يَفْهَمونَ اللَّغَةَ العََرَبِيةَ وَمَعَانيهَا وَمُقْتَضَياتِها وَ بَلاغَتَها
أمَّا عَرَبُ اليَوْمِ فإنَّ أكْثَرَهُم لا يَعْرِفونَ هَذِهِ المَعاني اللَّغَويةَ وَلو سُمُّوا عَرَباً،
فَلا إلهَ إلا اللهُ كلمةُ عَرَبيَةٌ تَحْمِلُ جَميعَ المَعاني التي ذَكَرْتُ فَهَل يُعْقَلُ أنْ نَقولُ لِمَن لا يَفْهَمُ اللَّغةَ العَرَبيةَ وَمَعانيها َمُقْتَضَياتِها وَ بَلاغَتِها أو على الأقَل مَعْناها ومُقْتَضاها، يَكْفيكَ أنْ تَنْطِقَ بِلَفْظِها فَقط؟ هذا غِشٌ لَهُ وَخَديعَةٌ، وَالنَّبِي صلى الله عليه وسلم يقول : من غشنا فليس منا، فَالواجِبُ التَّوْضيحُ، أخي الداعِي أُخْتي الداعية اعلموا وفقني الله وإيَّاكم لِمَرْضَاتِه وَجَعَلني وإيَّاكُم مِمَّن يَتقيه حَقَ تُقاتِه أنَّه يَجِبُ عَليْنا أنْ نَتَعَلَّمَ الركنَ الأوْلَ مِنْ أرْكانِ الإسلام تَعَلُماً صَحيحاًَ نَفهمَ من خِلالِه ما يَتضَمَّنُهُ مِن مَعانٍ وَشُروطٍ وَمُقتضياتٍ ونُعَلِّمَهُ للنَّاس،
ثانيا : فإذا تَقَرَرَ أنَّ لا إله إلا الله، كَلمَةٌ عَربيةٌ وأنَّ أكْثرَ العربِ لا يَعرفون هذه المَعاني اللَّغَويةَ ولَو سُموا عَرباً، فَإنَّ عَلينا أنْ نَشْرَحَها للناسِ بِجَميعِ لَهَجاتِهم الدَّارجةِ لأنَّ اللهَ عزَ وَجلَ قال :{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}،سورة ابراهيم الاية :4، حتى تكن دعوتنا صحيحة على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال الله عزوجل:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}سورة يوسف الاية 108،
وأما قول القائل : أن الناسَ فَهموا أركانَ الاسلامِ ولَم يَحصلْ مِنهم مَا يَنقضُ الشَّهادتَين، فَنقولُ وَباللهِ التوفيق :هذا غَيرُ صَحيحِ أما تَرَونَ وَ تَسْمَعونَ مَا يَحْصلُ مِن نقدِ لا إله إلا الله، مِن الشركياتِ : كدعاءِ الاموتِ والاستغاثةِ بأصحابِ القبورِ ويَطلبون منهم جَلبَ المنافعِ ودفعَ المَضارِ والطَّوافِ بالقبورِ وتَقديمِ النُّذورِ وتعليقِ الخْمَيْسَةِ على السيارتِ وبَعضُهم يُعلقُ العَجَلاتِ وَالقدورَ السوداءَ على المنازلِ وعلى السَّياراتِ ويَقولُ مَن يَفعلُ ذلك بِصريحِ العبارةِ : أنَّ هذه الاشياء التي يُعلقونها مِمَّا ذَكرتُ وغَيرَها كثيرٌ يَقولون :أنَّها تَدفعُ الضَّرَ أو تَجْلبُ النفعَ وقَد سَألتُ الكثيرَ مِنهم بِنفسي، وهذا كُله مِن الشركِ الأكبرِ المُخرجِ مِن المِلَّةِ، وهذا الحكمُ حُكمٌ على الافعالِ وليس على الأعيانِ الذين يَقعون في هذه الشركياتِ والقاعدةُ المقررةُ عندَ عُلمَاء السَّلفِ هي : ليس كلُ مَن وقعَ في الشركِ وقعَ الشركُ عليه، لعذرِ الجهلِ،
وأنا في الحقيقةِ أتَعجبُ لبَغضِ الناسِ الذينَ تَجدُهم لا يَحكمونَ على الافعالِ ولا يُسمونَ الشركَ شركاً وَلا الكفرَ كُفراً فَيقولُ بَعضُهم : لا تَقلْ لِمَن يدعوا قَبرًا مَع اللهِ أو مِن دونِ اللهِ هذا شركٌ أكبرُ، ويقول هذا تَورعٌ، فَنقول : هذا تَورعٌ مَقلوبٌ يَا أخي سمي الاشياءَ بِأسْمائها ولا يُطلبُ منك أنْ تَحكمَ على الاعيانِ بأنَّهم مشركون فالمَمْنوعُ عَليكَ هو أنْ تقولَ : فلانٌ ابنُ فلانٍ مشركٌ أو الطائفةُ الفلانيةُ كافرةٌ ولَو وَقَعوا في الكفرِ أو الشركِ إلا إذا كُنتَ مِن أهلِ الإختِصاص وتوفرتْ لديك الشروطُ وانتفتْ الموانعُ، وأمَّا مَن يَقولُ : أنَّ الأمةَ لا يمكنُ أنْ تقعَ في الشركِ الأكبرِ، فَأقولُ له : الواقعُ يُكذِبك، وقد ذكرتُ بَعضَاً مِنه، فإذا قالَ : لا تستدل بالواقع و هات الدليل من الكتاب والسنة،
فأقول وبالله التوفيق : أولا قولك : هات الدليل من الكتاب والسنة، ليتك تلتزم بهذا المنهج وهو تحكيم القران والسنة، فما حكما على بطلانه فهو الباطل وما حكما على تحقيقه فهو الحق لقول الله عز وجل :{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}،سورة النساء،
لأن هذا عين الصواب، بل والعجب كل العجب لمن يتكلم في الدين ولا تجد في كلامه ءاية من القران ولا حديثا من السنة وهو يدعي أنه مسلم ويخاطب المسلمين، بل ويقول : دع القران والسنة جانبا وناقش معي بالعقل، وقد وقيل لي هذا شخصيا ونحن نناقش مسألة تخص المسلمين، فأي مسلمون هؤلاء الذين يدعون الكتاب السنة جانبا؟، و مع العلم أن مثل هؤلاء لا يحسن نقاشا عقليا ولا شرعيا،
أعود إلى الموضوع والجواب عن السؤال فأقول : أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام: أن الشرك سيقع حتى من المنتسبين للإسلام، بل حتى في جزيرة العرب، وخذ على سبيل المثال هذين الحديثين: الحديث الأول: ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوس حول ذي الخُلَصة } ذو الخلصة: صنم كانوا يعبدونه يسمى ذو الخلصة، وقد حطمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر مع ذلك أن الساعة لن تقوم حتى تأتي نساء دوس يعني قبائل من قبائل العرب في الحجاز، فتضطرب إلياتهن، ويدرن ويتحركن ويذهبن إلى ذي الخلصة، أي: يعبد من دون الله عز وجل، فأخبر عليه الصلاة والسلام أنه في آخر الزمان تعبد الأصنام هذه في كل مكان، إذا كانت عبدت في هذه الجزيرة فمن باب أولى أن تعبد في غيرها من بلاد الدنيا. مثال آخر: حديث ثوبان
وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان}
ولو افترضنا جدلا : أن الناس وحدوا الله ولم يشركوا به شيئا، فإن الله تعالى أمر الذين آمنوا بالايمان فقال الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}،136 سورة النساء،
فلماذا لا نشرح الشهادتين والتوحيد والشرك حتى لا يُنسى التوحيد و يبلى؟ هذه هي دعوة الانبياء عليهم الصلاة والسلام، و لماذا يتعمق كثير من الدعاة في شرح أمور هي دون أساس الدين ويتركون الاساس بل ويدعوا بعضُهم غَيرَه لتركه ويجادل، ولا حول ولا قوة إلا بالله،
أخي الفاضل أختي الفاضلة اعلموا رحمني الله وإياكم : أن لكل شئ أساس وأساس الدين العقيدة،
فهل يستقيم أي شئ أساسه خرب؟، وهل يقف بنيان ويستقر على الرمال ودون حفر الاساس؟، وأنا لا أقلل من شأن تعاليم الاسلام الاخرى، بل التعاليم الاخرى تندرج تحت شرط من شروط لا إله إلا الله وهو:{الانقياد} أي الإنقياد لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيا أخي الداعي ويا أختي الداعية إلى الله
{لا تكونوا كطبيب يعالج جسدا بلا رأس}
والآن مع شئ من بيان هذا الركن العظيم
أولا : شهادة أن لا إله إلا الله
1: اعراب مختصر : {لا} : نافية للجنس أي نافية صحة جميع المعبودات، و{لا} تعمل عمل {إن}، {إله} : اسمها مبني على الفتح في محل نصب اسم ’لا’، وخبرها محذوف تقديره: حق، أي لا إله حق، { إلا} : أداة استثناء ملغاة وتفيد الحصر، أي كل المعبودات لا تستحق أن يصرف لها ولو نوع واحد من أنواع العبادة إلا الله،
2:معنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله، وليس كما يقول الكثير ممن يحسبون أنفسهم مثقفين فضلا عن عامة المسلمين من أن معناها هو : لا رب إلا الله أو لا خالق إلا الله أو لا رازق إلا الله، وبيان هذا الخطأ من وجهين، أحدهما : أن {إله} بمعنى مألوه أي معبود، ولايمكن للغة العربية أن تتحمل المعنى لاول الخاطئ،
وثانيهما : أن المشركين الذين نص القران على أنهم مشركون وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بهذا المعنى أي : لارب ولا خالق ورازق ولا مدبر إلا الله، ولقائل أن
يقول أين الدليل على هذا الاقرار منهم؟ فنقول اقرأ رحمني الله وإياك وجعلنا ممن يوحد الله ولايشرك به شيئا قوله تعالى :{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}،
والآن مع تعريف مختصر للشرك، الشرك بالله هو : أن تصرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله، ولو صرفت كل أنواع العبادة لله إلا نوعا واحدا صرفته لغير الله فقد وقعت في الشرك، لأن الشرك في اللغة هو : أن تشرك غيرَ الله مع الله، وليس كما يظن البعض أن الشرك هو : أن تعبد غير الله وأنت لا تعبد الله، ولكن ما هي العبادة ؟،فكثير من الناس يظنون أن العبادة هي : الصلاة والصوم والحج فقط وهذا خطأ،
أَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِها
مِثْلُ الإسْلاَمِ، وَالإيمَانِ، وَالإحْسَانِ؛ وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالخُشُوعُ، وَالخَشْيَةُ، وَالإنَابَةُ، والاسْتِعَانَةُ، والاسْتِعَاذَةُ، والاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ الله بِهَا:كُلُّها لِلَّهِ تَعَالى وحده و إذا أردت هذه أدلة هذه الانواع من القران والسنة فاكتب في محرك البحث ’جوجل’ :{أَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا}،
فالواجبُ على جميعِ المكلَّفينَ إخلاصُ العبادةِ للَّهِ وحدَهُ، رجاءً وخوفًا واستعانةً واستغاثةً وذبحًا ونذرًا وخشيةً للَّهِ وصلاةً وصومًا إلى غيرِ ذلكَ، كلُّهُ للَّهِ وحدَهُ.
فمَنْ تقرَّبَ لغيرِ اللَّهِ منْ وليٍّ أو نبيٍّ أو صنمٍ أو شجرٍ أو حجرٍ بالدعاءِ أو بالذبحِ أو بالنذرِ أو بالصلاةِ أو بالصومِ ونحوِ ذلكَ، فهوَ مشركٌ كافرٌ أشركَ باللَّهِ، وعَبَدَ مَعهُ سواهُ، كفعلِ المشركينَ الأوَّلِين مِنْ عُبَّادِ القبورِ، وعُبَّادِ الأشجارِ والأحجارِ والأصنامِ ،
على سبيل المثال :الدعاء قال النبي صلى الله عليه وسلم : الدعاء هوالعبادة، فمن الناس من يدعوا أصحاب القبور ويقول :{يا سيدي فلان أعطني كذا}،
وعلى سبيل المثال أيضا :الخوف -: قال الله عز وجل : { إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه فلاتخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }، فمن الناس من يخاف من القبور والجن ويقول إذا أراد أن يدخل قرية ما أو مدينة ما {امسلمين للرجال البلاد} وأنا سألت بعضا من الذين يقولون هذا ؟ قلت : لهم لماذا تقولون هذا ؟ قالو: لأننا إن لم نقل : امسلمين للرجال البلاد، سيؤذينا الجن وقبور الصالحين، فتبين جليا أن الدافع لهم هو الخوف، وهذا النوع من الخوف يسميه العلماء : خوف العبادة، ومن صرفه لغير الله فقد وقع في الشرك،
ولقائل أن يقول طيب ما هي خطورة الشرك لماذا يجب علينا أن نتعلمه ؟ ج : فنقول منها : أن الله لا يغفر لمن مات عليه ولم يتب منه قال الله عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}سورة النساء الاية 48، وأن الذي يموت على الشرك الجنة عليه حرام وأن الاعمال كلها من صلاة وصوم حج وغير ذلك لا تنفع من أشرك بالله ولم يقلع قال الله عز وجل : { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }ونجد أن السبع المبقات أولها الشرك بالله ، وهاك الحديث :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :{
اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ) -حديث صحيح رواه البخارى،
وأكبر الكبائر الشرك بالله
أما قول القائل لماذا يجب علينا أن نتعلمه يكفينا أن نتجنبه دون تعلمه، ؟ ج :إذا كان بهذه الخطورة فكيف نتجنبه ونجنب اخواننا إياه هل يمكن أن نتجنبه من دون أن نتعلمه ؟
ويعجبني قول الشاعر :
{عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه}
فيا اخواني وأخواتي أسأل
الله أن يجعلنا من عباده المتقين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
أقول لكم اهتموا بتعلم أساس دينكم فإن لكل شئ أساس و أساس الدين
العقيدة الصحيحة
واعلموا وفقني الله وإياكم لمرضاته :أن كل من يعالج الأمور الأخرى من المعاصي والذنوب التي لها أهميتها ولا يعالج عقائد المسلمين الفاسدة فإنما مثله كمثل من يعالج جسدا بلا رأس،
فعلموا الناس خطورة هذا الامر وبينوه لهم ولا يشترط أن تكونوا علماء أوطلبة علم حتى تبلغوه،
وثانيا وبختصار : شهادة أن محمد ا رسول الله،
شهادة أن محمدًا رسول الله لابد منها مع شهادة أن لا إله إلا الله
ولا تصح شهادة أن لا إله إلا الله بدون شهادة أن محمدًا رسول الله، ولا تقبل، ولا يحكم بإسلام من جحد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن شروط شهادة أن محمدًا رسول الله 1: الاعتراف برسالته ظاهرًا وباطنًا، فهل من عنده شك في رسوليته يكن مؤمنا به؟،
2:وتصديقه فيما أخبر، فهل من تقل له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول بلسان الحال أولسان القال مستنكرا وشاكا : هل كنت معه، والعياذ بالله، فهل يكون مؤمنا به ؟؟،
3: طاعته فيما أمر، فهل من يبلغه الحديث الصحيح ينهاه عن شئ أو يمره بما يستطيع فيقول بلسان الحال أولسان القال :هذا زمن التقدم، أو : المجتمع لا يسمح،
فهل يكن مؤمنا به ؟؟،
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}أواخر سورة النور،
4: اجتناب ما نهى عنه وزجر، فهل من لا ينتهي عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والكل يستطيع أن يتجنب ما نُهى عنه ولا عذر له، هل يكن مؤمنا به؟؟
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}أواخر سورة النور، 5:
ألا يعبد الله إلا بما شرع، فهل يكن مؤمنا به ؟؟ من يأتي بعبادة مبتدعة أصلا أوكيفية، ويقول هذه العبادة ما فيها إلا الخير والله يقول :{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،
6: الاعتراف كذلك بعموم رسالته إلى جميع الثقلين، وأنه خاتم النبيين، لا نبي بعده، إلى أن تقوم الساعة
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ وَعَلى آلهِ وَصَحْبِهِ وَبَعْدُ:
فإنَّ الذِي دَفَعَنِي لِكِتَابَةِ هَذَا اَلْمَوْضُوعِ
مَا يَلي :1 :ابْتِعَادُ كَثِيرٍ مِنْ عَامَةِ اَلْمُسْلِمِينَ بَلْ وَخَاصَّتِهِم وَاَلْمُثَقَفِينَ مِنْهُمُ عَنِ تَعَلُمِ أُوصُولِ دِينِهِم وَفَهْمِهَا فَهْمَاً صَحِيحَاً، وَمِنْ فَقَدَ الأصُولَ حُرِمَ اَلْوصُولَ ،
2: أنَّ كَثِيرٍ مِنْ الدُّعَاةِ وَالدَّاعِياتِ إلى اللهِ أَسْألُ اللهَ لِي وَلَهُمُ التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ وَأنْ يَرْزُقَنِي وَإِيَّاهُمُ الإخْلاصَ فِي اَلْقَوْلِ وَاَلْعَمَلِ، لا يَهْتَمُونَ بِشَرْحِ هَذِهِ الأصُولِ بَلْ وَيُجَادِلُ بَعْضُهُم فَيَقُولُ : النَّاسُ فَهِمُوا التَّوْحِيدَ قَالُوا لا إلَهَ إلاَّ اللهُ فَلادَاعِي لِشَرْحِ اَلْعَقِيدَةِ اَلْعَقِيدَةُ تُشْرَحُ لِغَيْرِ اَلْمُسْلِمِينَ.
3 : أنَّنَي كَتَبْتُ مَوْضُوعَاً فِي أَحَدِ اَلْمُنْتَدَيَاتِ وَأَشَرْتُ فِيهِ إلى ضَرُورَةِ تَعَلُمِ الرَّكْنِ الأوْلِ مِنْ أَرْكََانِ الإسْلامِ وَهُوَ الشَّهادتَانِ، فَرَدَ عَلَيَّ أحَدُ الأعْضَاءِ بِقَوْلِهِ : وَهَلْ يُعْقَلُ أنْ تَقولَ لِلنَّاسِ تَعَلَمُوا الرَّكْنَ الأوَلَ مِنْ أرْكَانِ الإسْلامِ النَّاسُ يَا أخِي نَطَقُوا بِالشَّهَادَتَيْنِ وَدَخَلُوا في الإسْلامِ فَلا دَاعِ لِهَذَا التَّعْقِيدِ،
فَأقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ
أوْلاً :الذِينَ يَكْفيهِم أنْ يَقُولُوا لا إلهَ إلاَّ اللهُ دُونَ أنَ يُطْلَبُ مِنْهُم شَرْحَهَا هُمُ الْعَرَبُ الأقْحَاحُ الذينَ يَفْهَمونَ اللَّغَةَ العََرَبِيةَ وَمَعَانيهَا وَمُقْتَضَياتِها وَ بَلاغَتَها
أمَّا عَرَبُ اليَوْمِ فإنَّ أكْثَرَهُم لا يَعْرِفونَ هَذِهِ المَعاني اللَّغَويةَ وَلو سُمُّوا عَرَباً،
فَلا إلهَ إلا اللهُ كلمةُ عَرَبيَةٌ تَحْمِلُ جَميعَ المَعاني التي ذَكَرْتُ فَهَل يُعْقَلُ أنْ نَقولُ لِمَن لا يَفْهَمُ اللَّغةَ العَرَبيةَ وَمَعانيها َمُقْتَضَياتِها وَ بَلاغَتِها أو على الأقَل مَعْناها ومُقْتَضاها، يَكْفيكَ أنْ تَنْطِقَ بِلَفْظِها فَقط؟ هذا غِشٌ لَهُ وَخَديعَةٌ، وَالنَّبِي صلى الله عليه وسلم يقول : من غشنا فليس منا، فَالواجِبُ التَّوْضيحُ، أخي الداعِي أُخْتي الداعية اعلموا وفقني الله وإيَّاكم لِمَرْضَاتِه وَجَعَلني وإيَّاكُم مِمَّن يَتقيه حَقَ تُقاتِه أنَّه يَجِبُ عَليْنا أنْ نَتَعَلَّمَ الركنَ الأوْلَ مِنْ أرْكانِ الإسلام تَعَلُماً صَحيحاًَ نَفهمَ من خِلالِه ما يَتضَمَّنُهُ مِن مَعانٍ وَشُروطٍ وَمُقتضياتٍ ونُعَلِّمَهُ للنَّاس،
ثانيا : فإذا تَقَرَرَ أنَّ لا إله إلا الله، كَلمَةٌ عَربيةٌ وأنَّ أكْثرَ العربِ لا يَعرفون هذه المَعاني اللَّغَويةَ ولَو سُموا عَرباً، فَإنَّ عَلينا أنْ نَشْرَحَها للناسِ بِجَميعِ لَهَجاتِهم الدَّارجةِ لأنَّ اللهَ عزَ وَجلَ قال :{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}،سورة ابراهيم الاية :4، حتى تكن دعوتنا صحيحة على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال الله عزوجل:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}سورة يوسف الاية 108،
وأما قول القائل : أن الناسَ فَهموا أركانَ الاسلامِ ولَم يَحصلْ مِنهم مَا يَنقضُ الشَّهادتَين، فَنقولُ وَباللهِ التوفيق :هذا غَيرُ صَحيحِ أما تَرَونَ وَ تَسْمَعونَ مَا يَحْصلُ مِن نقدِ لا إله إلا الله، مِن الشركياتِ : كدعاءِ الاموتِ والاستغاثةِ بأصحابِ القبورِ ويَطلبون منهم جَلبَ المنافعِ ودفعَ المَضارِ والطَّوافِ بالقبورِ وتَقديمِ النُّذورِ وتعليقِ الخْمَيْسَةِ على السيارتِ وبَعضُهم يُعلقُ العَجَلاتِ وَالقدورَ السوداءَ على المنازلِ وعلى السَّياراتِ ويَقولُ مَن يَفعلُ ذلك بِصريحِ العبارةِ : أنَّ هذه الاشياء التي يُعلقونها مِمَّا ذَكرتُ وغَيرَها كثيرٌ يَقولون :أنَّها تَدفعُ الضَّرَ أو تَجْلبُ النفعَ وقَد سَألتُ الكثيرَ مِنهم بِنفسي، وهذا كُله مِن الشركِ الأكبرِ المُخرجِ مِن المِلَّةِ، وهذا الحكمُ حُكمٌ على الافعالِ وليس على الأعيانِ الذين يَقعون في هذه الشركياتِ والقاعدةُ المقررةُ عندَ عُلمَاء السَّلفِ هي : ليس كلُ مَن وقعَ في الشركِ وقعَ الشركُ عليه، لعذرِ الجهلِ،
وأنا في الحقيقةِ أتَعجبُ لبَغضِ الناسِ الذينَ تَجدُهم لا يَحكمونَ على الافعالِ ولا يُسمونَ الشركَ شركاً وَلا الكفرَ كُفراً فَيقولُ بَعضُهم : لا تَقلْ لِمَن يدعوا قَبرًا مَع اللهِ أو مِن دونِ اللهِ هذا شركٌ أكبرُ، ويقول هذا تَورعٌ، فَنقول : هذا تَورعٌ مَقلوبٌ يَا أخي سمي الاشياءَ بِأسْمائها ولا يُطلبُ منك أنْ تَحكمَ على الاعيانِ بأنَّهم مشركون فالمَمْنوعُ عَليكَ هو أنْ تقولَ : فلانٌ ابنُ فلانٍ مشركٌ أو الطائفةُ الفلانيةُ كافرةٌ ولَو وَقَعوا في الكفرِ أو الشركِ إلا إذا كُنتَ مِن أهلِ الإختِصاص وتوفرتْ لديك الشروطُ وانتفتْ الموانعُ، وأمَّا مَن يَقولُ : أنَّ الأمةَ لا يمكنُ أنْ تقعَ في الشركِ الأكبرِ، فَأقولُ له : الواقعُ يُكذِبك، وقد ذكرتُ بَعضَاً مِنه، فإذا قالَ : لا تستدل بالواقع و هات الدليل من الكتاب والسنة،
فأقول وبالله التوفيق : أولا قولك : هات الدليل من الكتاب والسنة، ليتك تلتزم بهذا المنهج وهو تحكيم القران والسنة، فما حكما على بطلانه فهو الباطل وما حكما على تحقيقه فهو الحق لقول الله عز وجل :{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}،سورة النساء،
لأن هذا عين الصواب، بل والعجب كل العجب لمن يتكلم في الدين ولا تجد في كلامه ءاية من القران ولا حديثا من السنة وهو يدعي أنه مسلم ويخاطب المسلمين، بل ويقول : دع القران والسنة جانبا وناقش معي بالعقل، وقد وقيل لي هذا شخصيا ونحن نناقش مسألة تخص المسلمين، فأي مسلمون هؤلاء الذين يدعون الكتاب السنة جانبا؟، و مع العلم أن مثل هؤلاء لا يحسن نقاشا عقليا ولا شرعيا،
أعود إلى الموضوع والجواب عن السؤال فأقول : أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام: أن الشرك سيقع حتى من المنتسبين للإسلام، بل حتى في جزيرة العرب، وخذ على سبيل المثال هذين الحديثين: الحديث الأول: ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوس حول ذي الخُلَصة } ذو الخلصة: صنم كانوا يعبدونه يسمى ذو الخلصة، وقد حطمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر مع ذلك أن الساعة لن تقوم حتى تأتي نساء دوس يعني قبائل من قبائل العرب في الحجاز، فتضطرب إلياتهن، ويدرن ويتحركن ويذهبن إلى ذي الخلصة، أي: يعبد من دون الله عز وجل، فأخبر عليه الصلاة والسلام أنه في آخر الزمان تعبد الأصنام هذه في كل مكان، إذا كانت عبدت في هذه الجزيرة فمن باب أولى أن تعبد في غيرها من بلاد الدنيا. مثال آخر: حديث ثوبان
وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان}
ولو افترضنا جدلا : أن الناس وحدوا الله ولم يشركوا به شيئا، فإن الله تعالى أمر الذين آمنوا بالايمان فقال الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}،136 سورة النساء،
فلماذا لا نشرح الشهادتين والتوحيد والشرك حتى لا يُنسى التوحيد و يبلى؟ هذه هي دعوة الانبياء عليهم الصلاة والسلام، و لماذا يتعمق كثير من الدعاة في شرح أمور هي دون أساس الدين ويتركون الاساس بل ويدعوا بعضُهم غَيرَه لتركه ويجادل، ولا حول ولا قوة إلا بالله،
أخي الفاضل أختي الفاضلة اعلموا رحمني الله وإياكم : أن لكل شئ أساس وأساس الدين العقيدة،
فهل يستقيم أي شئ أساسه خرب؟، وهل يقف بنيان ويستقر على الرمال ودون حفر الاساس؟، وأنا لا أقلل من شأن تعاليم الاسلام الاخرى، بل التعاليم الاخرى تندرج تحت شرط من شروط لا إله إلا الله وهو:{الانقياد} أي الإنقياد لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيا أخي الداعي ويا أختي الداعية إلى الله
{لا تكونوا كطبيب يعالج جسدا بلا رأس}
والآن مع شئ من بيان هذا الركن العظيم
أولا : شهادة أن لا إله إلا الله
1: اعراب مختصر : {لا} : نافية للجنس أي نافية صحة جميع المعبودات، و{لا} تعمل عمل {إن}، {إله} : اسمها مبني على الفتح في محل نصب اسم ’لا’، وخبرها محذوف تقديره: حق، أي لا إله حق، { إلا} : أداة استثناء ملغاة وتفيد الحصر، أي كل المعبودات لا تستحق أن يصرف لها ولو نوع واحد من أنواع العبادة إلا الله،
2:معنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله، وليس كما يقول الكثير ممن يحسبون أنفسهم مثقفين فضلا عن عامة المسلمين من أن معناها هو : لا رب إلا الله أو لا خالق إلا الله أو لا رازق إلا الله، وبيان هذا الخطأ من وجهين، أحدهما : أن {إله} بمعنى مألوه أي معبود، ولايمكن للغة العربية أن تتحمل المعنى لاول الخاطئ،
وثانيهما : أن المشركين الذين نص القران على أنهم مشركون وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بهذا المعنى أي : لارب ولا خالق ورازق ولا مدبر إلا الله، ولقائل أن
يقول أين الدليل على هذا الاقرار منهم؟ فنقول اقرأ رحمني الله وإياك وجعلنا ممن يوحد الله ولايشرك به شيئا قوله تعالى :{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}،
والآن مع تعريف مختصر للشرك، الشرك بالله هو : أن تصرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله، ولو صرفت كل أنواع العبادة لله إلا نوعا واحدا صرفته لغير الله فقد وقعت في الشرك، لأن الشرك في اللغة هو : أن تشرك غيرَ الله مع الله، وليس كما يظن البعض أن الشرك هو : أن تعبد غير الله وأنت لا تعبد الله، ولكن ما هي العبادة ؟،فكثير من الناس يظنون أن العبادة هي : الصلاة والصوم والحج فقط وهذا خطأ،
أَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِها
مِثْلُ الإسْلاَمِ، وَالإيمَانِ، وَالإحْسَانِ؛ وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالخُشُوعُ، وَالخَشْيَةُ، وَالإنَابَةُ، والاسْتِعَانَةُ، والاسْتِعَاذَةُ، والاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ الله بِهَا:كُلُّها لِلَّهِ تَعَالى وحده و إذا أردت هذه أدلة هذه الانواع من القران والسنة فاكتب في محرك البحث ’جوجل’ :{أَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا}،
فالواجبُ على جميعِ المكلَّفينَ إخلاصُ العبادةِ للَّهِ وحدَهُ، رجاءً وخوفًا واستعانةً واستغاثةً وذبحًا ونذرًا وخشيةً للَّهِ وصلاةً وصومًا إلى غيرِ ذلكَ، كلُّهُ للَّهِ وحدَهُ.
فمَنْ تقرَّبَ لغيرِ اللَّهِ منْ وليٍّ أو نبيٍّ أو صنمٍ أو شجرٍ أو حجرٍ بالدعاءِ أو بالذبحِ أو بالنذرِ أو بالصلاةِ أو بالصومِ ونحوِ ذلكَ، فهوَ مشركٌ كافرٌ أشركَ باللَّهِ، وعَبَدَ مَعهُ سواهُ، كفعلِ المشركينَ الأوَّلِين مِنْ عُبَّادِ القبورِ، وعُبَّادِ الأشجارِ والأحجارِ والأصنامِ ،
على سبيل المثال :الدعاء قال النبي صلى الله عليه وسلم : الدعاء هوالعبادة، فمن الناس من يدعوا أصحاب القبور ويقول :{يا سيدي فلان أعطني كذا}،
وعلى سبيل المثال أيضا :الخوف -: قال الله عز وجل : { إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه فلاتخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }، فمن الناس من يخاف من القبور والجن ويقول إذا أراد أن يدخل قرية ما أو مدينة ما {امسلمين للرجال البلاد} وأنا سألت بعضا من الذين يقولون هذا ؟ قلت : لهم لماذا تقولون هذا ؟ قالو: لأننا إن لم نقل : امسلمين للرجال البلاد، سيؤذينا الجن وقبور الصالحين، فتبين جليا أن الدافع لهم هو الخوف، وهذا النوع من الخوف يسميه العلماء : خوف العبادة، ومن صرفه لغير الله فقد وقع في الشرك،
ولقائل أن يقول طيب ما هي خطورة الشرك لماذا يجب علينا أن نتعلمه ؟ ج : فنقول منها : أن الله لا يغفر لمن مات عليه ولم يتب منه قال الله عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}سورة النساء الاية 48، وأن الذي يموت على الشرك الجنة عليه حرام وأن الاعمال كلها من صلاة وصوم حج وغير ذلك لا تنفع من أشرك بالله ولم يقلع قال الله عز وجل : { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }ونجد أن السبع المبقات أولها الشرك بالله ، وهاك الحديث :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :{
اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ) -حديث صحيح رواه البخارى،
وأكبر الكبائر الشرك بالله
أما قول القائل لماذا يجب علينا أن نتعلمه يكفينا أن نتجنبه دون تعلمه، ؟ ج :إذا كان بهذه الخطورة فكيف نتجنبه ونجنب اخواننا إياه هل يمكن أن نتجنبه من دون أن نتعلمه ؟
ويعجبني قول الشاعر :
{عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه}
فيا اخواني وأخواتي أسأل
الله أن يجعلنا من عباده المتقين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
أقول لكم اهتموا بتعلم أساس دينكم فإن لكل شئ أساس و أساس الدين
العقيدة الصحيحة
واعلموا وفقني الله وإياكم لمرضاته :أن كل من يعالج الأمور الأخرى من المعاصي والذنوب التي لها أهميتها ولا يعالج عقائد المسلمين الفاسدة فإنما مثله كمثل من يعالج جسدا بلا رأس،
فعلموا الناس خطورة هذا الامر وبينوه لهم ولا يشترط أن تكونوا علماء أوطلبة علم حتى تبلغوه،
وثانيا وبختصار : شهادة أن محمد ا رسول الله،
شهادة أن محمدًا رسول الله لابد منها مع شهادة أن لا إله إلا الله
ولا تصح شهادة أن لا إله إلا الله بدون شهادة أن محمدًا رسول الله، ولا تقبل، ولا يحكم بإسلام من جحد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن شروط شهادة أن محمدًا رسول الله 1: الاعتراف برسالته ظاهرًا وباطنًا، فهل من عنده شك في رسوليته يكن مؤمنا به؟،
2:وتصديقه فيما أخبر، فهل من تقل له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول بلسان الحال أولسان القال مستنكرا وشاكا : هل كنت معه، والعياذ بالله، فهل يكون مؤمنا به ؟؟،
3: طاعته فيما أمر، فهل من يبلغه الحديث الصحيح ينهاه عن شئ أو يمره بما يستطيع فيقول بلسان الحال أولسان القال :هذا زمن التقدم، أو : المجتمع لا يسمح،
فهل يكن مؤمنا به ؟؟،
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}أواخر سورة النور،
4: اجتناب ما نهى عنه وزجر، فهل من لا ينتهي عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والكل يستطيع أن يتجنب ما نُهى عنه ولا عذر له، هل يكن مؤمنا به؟؟
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}أواخر سورة النور، 5:
ألا يعبد الله إلا بما شرع، فهل يكن مؤمنا به ؟؟ من يأتي بعبادة مبتدعة أصلا أوكيفية، ويقول هذه العبادة ما فيها إلا الخير والله يقول :{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،
6: الاعتراف كذلك بعموم رسالته إلى جميع الثقلين، وأنه خاتم النبيين، لا نبي بعده، إلى أن تقوم الساعة
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.الكاتب : بوجمعة بن الحسن بن عدي -كلميم المغرب .ال معروف بالسلفي الداعية .